مختارات.. السهرات الرمضانية تاريخ من الروحانيات في الشهر الفضيل..وجولات مع اهلنا الكرام في ساقلته

دكتور مختار همام

رئيس مجلس الإدارة

السهرات الرمضانية الخاصة واحدة من أهم مظاهر الشهر الفضيل فى الصعيد، و التى تحرص عليها العديد من العائلات و تحافظ على ذلك التقدير، كوسيلة للتواصل بين أفراد العائلة وبين أفراد القرية أو البلدة الواحدة. حيث أن  رءوس العائلات والأعيان يتبارون فى جلب مشاهير القراء لإقامة السهرات التى تبدأ بعد صلاة التراويح وتمتد حتى السحور. و يحرص الأهالى على الاستمتاع بسماع آيات القرآن الكريم ودروس العلم.

فمن عادات الشهر الفضيل، وخلالها يتم استقدام بعض المشايخ والقراء. و هذه السهرات يتصدرها مشايخ وعلماء، وفور توقف القارئ، يبدأ التعليق على الآيات والإجابة على أسئلة الحضور وإلقاء الدروس الدينية. و هذه السهرات تمتد من عقب صلاة التراويح وحتى قبيل صلاة الفجر، حيث يتناول الحاضرون وجبة السحور وينصرفون لصلاة الفجر».

ومع سكون الليل كان الصوت يسرى ليفوح عبير القرآن فى كل مكان، وذلك قبل انتشار مكبرات الصوت. وفى نهاية السهرة كان يتم تقديم فاصل من الابتهالات والتواشيح الدينية

وهذه السهرات تشكل فرصة لحل المشكلات، وتحقيق التواصل المباشر بين جميع المجتمع الواحد على اختلاف طبقاتهم فى ظل أجواء رمضان وروحانياته..

و بعض العائلات  تعقد هذه «السهرات» كنوع من البر بأبيهم بعد وفاته، إذ يكون قد بدأها فى حياته وحرص عليها، وهذه  السهرات فرصة للقاء الأبناء، الذين فرقتهم ظروف الحياة والعمل فى محافظات أخرى ليجتمعوا فى رمضان حول مائدة القرآن.

وهى بمثابة صالون ثقافى سنوى دينى. وهناك أشخاص يحرصون على التنقل بين السهرات وإثرائها بما لديهم من علم .

وفي ما مضى من ايام كانت لنا جولات بدعوات كريمة من العديد من العائلات والشخصيات التي لا تزال تحافظ على إقامة هذه السهرات المباركة في بلدنا الحبيب ساقلته بمختلف قرأه والمدينة ونواصل الاستجابة لأهلنا وتلبية دعواتهم الكريمة.
زر الذهاب إلى الأعلى