مختارات.. اللحمة الوطنية في مصر تبهر العالم

 

بقلم دكتور مختار همام

آمين عام حماة الوطن بسوهاج

إن الوحدة الوطنية المصرية انتماء منتسبي مصر لترابها، فهذه عاطفة قوية، تسهم في زيادة الرباط بين أطياف شعب مصر العظيم، وبين مؤسساته الوطنية، وقيادتتها، تدفع الجميع دون إلى أن يضحي من أجل بقاء الوطن، واستقراره، وأمنه، وأمانه، ووتنمينه، وإعماره .

والوحدة الوطنية تقوم علي التماسك والترابط، والاتحاد من أجل علو شأن مصر، ورفعة رايتها عالية خفاقة؛ فالجميع يصطف من خلفها، ويقدم الغالي، والنفيس في سبيلها، والجميع إلى يوم القيامة على قلب رجل واحد، تحت مظلةٍ جامعةٍ، من وراء قيادة حكيمة، والكلُّ يلبي النداء من كل حدب، وصوب في شتى ربوعها.

 

وما يراه العالم بأسره من وفاق وطني مصري يؤكد لنا على أن الوحدة الوطنية يستحيل أن تفصل بين مكونها؛ فالدم واحد، والعقيدة الوطنية أصيلة المكون و المصلحة العليا للوطن مُقدَّمة فوق الجميع، وبرضاهم، وبتأييدهم، ودعمهم، وكل سبل المساندة التي تجعل للمشهد المصري حالةً خاصةً، تبهر الجميع؛ فيبدو العدو حائرًا، والمتربص خاسرًا، ومن يحاول إسقاط الوطن سيكون مصيره الوهن، والضياع.

وترى الوحدة الوطنية بين المصريين مسلمين، وأقباطا تقوم على المحبة، والتسامح والتآلف، والتآخي، ودروب الخير، والمشاركة في الفرح، والحزن، يجمعهم الواجب، وتقوية عزيمتهم، والتضافر من أجل مواجهة التحديات؛ فإن لديهم إيمان، وعقيدة راسخة بأن مصر محفوظة بإذن ربها لن ينال منها معتدٍ، ولا يقهرها ذو بطش، وقوة؛ فلديها أحرارٌ، لا يقبلون الضيمَ، ولا يخشون الوغى.

وميلاد السيد المسيح – عليه السلام – يستقبله المسلمون و الأقباط بالاحتفاء، والمعايدة، والتهنئة لبعضهم البعض؛ فالجميع يستشعر مناخ الوحدة الوطنية، التي تأسست على المساواة، والعدل المطلق؛ فهذا رئيس الدولة لم يسبق له أن تأخر عن أقباط مصر ؛ كي يقدم لهم التهنئة، ويشدُّ على أيديهم، ويؤكد على رباط المحبة، والشراكة في بناء الوطن، ونهضته للجميع؛ فمصر نسكن فيها، وتسكن في قلوبنا.

كما أن المسلمين، والأقباط دعاةُ سلم، وسلام، ودعاة بناء، وإعمار، وأصحاب تاريخ، وحضارة،

إن الاحتفاء، والاحتفال بميلاد المسيح – عليه السلام- في مصرنا الحبيبة له مظاهرُ حميدةٌ، تؤكد في مجملها على قيمة المواطنة الصالحة التي يبدو من خلالها أن المصريين متحابون، محافظون على مقدرات وطنهم الغالي، حامين له، لا يقبلون، ولا يتقبلون كلَّ من يحاول فكَّ اللُحمةِ، والنيل من نسيج المحبة، والرباط؛ فما على أرض مصر من مقدراتٍ، ومقدساتٍ محفوظةٌ في عيون المصريين دون استثناء.

وميلادُ السيد المسيح – عليه السلام- يذكرنا جميعًا برسالته السامية، التي تحمل في طياتها المحبة، وتحض على التسامح، وترغب على فعل الخيرات، وترك المنكرات، وهجرانها، وتدعو للسلام، وتنهى عن العنف، وسفك الدماء، والجَور، والظلم، ولا تسمح بالتعدي المادي، أو المعنوى؛ إن ما تحمله من تعاليم، وتعليمات، ومنهج للحياة يصعب حصره؛ لكن ما نؤكد عليه اتباع طريق الهداية، والبعد عن مداخل، وطرائق الشيطان؛ كي يفوزَ الإنسانُ برضا ربه، ويسكن جناته.

وفي خضم تلك الذكرى العطرة ندعو العالم بدوله، وقيادته، وشعوبه المتنازعة، والمتحاربة إلى وقف نزيف الدماء، وتضميد الجراح، وإنهاء الحروب التي عانى الضعفاء فقط من ويلاتها، ولنبدأ عامًا جديدًا يحمل السلم، والسلام، والأمن، والأمان، ويمكنه من تأدية الأمانة المتمثلة في إعمار المعمورة.

كل عامٍ والمصريين قيادة، وجيشًا، وشرطة، وشعبًا بخيرٍ، وفي أفضل حالٍ..

زر الذهاب إلى الأعلى