مختارات.. في رحاب بيت الله الحرام.. مهبط الوحي

دكتور مختار همام
رئيس مجلس الإدارة
يعجز القلم عن وصف المشاعر الروحانية التي تنتاب الإنسان وهو في حضرة خالقه وفي بيته الحرام, وأمام الكعبة المشرفة,
وهذه الجموع الغفيرة تطوف حول الكعبة أو تسعي بين الصفا والمروة, ما بين باك ندما علي نزوات النفس الأمارة بالسوء, وآخر مشرق الوجه, برؤية بيت الله الحرام, داعيا ربه ان يتقبل منه صالح الأعمال,
ليس هناك من مكان في الدنيا بأسرها تشعر فيه بالراحة النفسية العميقة, والانسداد الي الباري عز وجل, بطمأنينة وسكينة, تتنزل علي قلبك ماء عذبا سلسبيلا, مثل الجلوس في جنبات البيت العتيق, ففي رحاب بيت الله هذا, وقبلتك الكعبة المشرفة أول بيت وضع للناس. وقد رفع إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام القواعد.
تتذكر انك في مهبط الوحي, حيث تنزل القرآن الكريم علي النبي, صلي الله عليه وسلم تنزيلا,, وتتذكر ان هذه الساحات المباركة, مكة المكرمة ورواسيها وهضابها قد شهدت أهم الرسالات السماوية, وأخطر, وأشرس صراع بين الكفر والايمان, وفي هذه الأماكن .
لا تقوي وأنت تتجول في شوارع مكة المكرمة, وتتنسم عبق الوحي والنبوة والرسالة في غاري ثور وحراء, الا ان تسجد لله,الذي يسر لهذه الأمة الإسلام العظيم, فجعلها خير امة أخرجت للناس, بعد ان كانت قبائل متناحرة متنابذة متقاتلة.
وفي رحاب البيت العتيق يصبح كل من فيه على مضمار سباق إلى الله عز وجل، الجميع يريد الوصول إلى الله، والجميع يرجو ربه تبارك وتعالى في دوحة الخير، وشجرة البركة، ومنزل المنح الربانية، إنها مشاهد جليلة، وحكم ربانية، وأسرار إلهية جعلها الله عز وجل لهذا المكان المبارك. إنها أيام ممتعة، وأوقات مباركة، ومغفرة من الله عز وجل.